الخميس، 14 يوليو 2011

أقضيه فى الأشواق إلا أقله

أقضيه فى الأشواق إلا أقله

أقضيه فى الأشواق إلا أقله بطئ سرى أبدى إلى اللبث ميله
و ليس اشتياقى عن غرام بشادن و لكنه شوق امرئ فات أهله
فيا لك من ليل أعرت نجومه توقد أنفاسى و عانيت مثله
و مل كلانا من أخيه و هكذا إذا طال عهد المرء بالشئ مله

لا تلم كفى إذا السيف نبا

لا تلم كفى إذا السيف نبا

لا تلم كفى إذا السيف نبا صح منى العزم و الدهر أبى
رب ساع مبصر فى سعيه أخطأ التوفيق فيما طلبا
مرحبا بالخطب يبلونى إذا كانت العلياء فيه السببا
عقنى الدهر و لولا أننى أوثر الحسنى عققت الأدبا
إيه يا دنيا اعبسى أو فابسمى ما أرى برقك إلا خلبا
أنا لولا أن لى من أمتى خاذلاً ما بت أشكو النوبا
أمة قد فت فى ساعدها بغضها الأهل و حب الغربا
تعشق الألقاب فى غير العلا و تُفدى بالنفوس الرتبا
و هى و الأحداث تستهدفها تعشق اللهو و تهوى الطربا
لا تبالى لعب القوم بها أم بها صرف الليالى لعبا
ليتها تسمع منى قصةً ذات شجو و حديثا عجبا
كنت أهوى فى زمانى غادة وهب الله لها ما وهبا
ذات وجه مزج الله به صفرة تنسى اليهود الذهبا
حملت لى ذات يوم نبأً لا رعاك الله يا ذاك النبا
و أتت تخطر و الليل فتى و هلال الأفق فى الأفق حبا
ثم قالت لى بثغر باسم نظم الدرّ به و الحببا
نبئونى برحيل عاجل لا أرى لى بعده منقلبا
و دعانى موطنى أن أغتدى علنى أقضى له ما وجبا
نذبح الدب و نفرى جلده أيظن الدب ألا يغلبا
قلت و الالام تفرى مهجتى ويك ما تفعل فى الحرب الظبا
ما عهدناها لظبى مسرحا يبتغى ملهى به أو ملعبا
ليست الحرب نفوسا تشتهى بالتمنى أو عقولا تستبى
أحسبت القد من عدتها أم حسبت اللحظ فيها كالشبا
فسلينى إننى مارستها و ركبت الهول فيها مركبا
و تقحمت الردى فى غارة أسدل النقع عليها هيدبا
قطبت ما بين عينيها لنا فرأينا الموت فيها قطبا
جال عزرائيل فى أنحائها تحت ذاك النقع يمشى الهيذبى
فدعيها للذى يعرفها و الزمى يا ظبية البان الخبا
فأجابتنى بصوت راعنى و أرتنى الظبى ليثا أغلبا
إن قومى استعذبوا ورد الردى كيف تدعونىَ ألا أشربا
أنا يابانية لا أنثنى عن مرادى أو أذوق العطبا
أنا إن لم أحسن الرمى و لم تستطع كفاى تقليب الظبا
أخدم الجرحى و أقضى حقهم و أواسى فى الوغى من نُكبا
هكذا الميكاد قد علمنا أن نرى الأوطان أماً و أبا
ملك يكفيك منه أنه أنهض الشرق فهز المغربا
و إذا مارسته ألفيته حُوّلا فى كل أمر قلبا
كان و التاج صغيرين معاً و جلال الملك فى مهد الصبا
فغدا هذا سماء للعلا و غدا ذلك فيها كوكبا
بعث الأمة من مرقدها و دعاها للعلا أن تدأبا
فسمت للمجد تبغى شأوه و قضت من كل شئ مأربا

نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني

نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني

نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني فيا لَيْتَهُنَّ ويا لَيْتَنِي
خِلالٌ نَزَلْنَ بخِصْبِ النُّفُوسِ فرَوَّيْنَهُنَّ وأَظْمَأْنَنِي
تَعَوَّدْنَ مِنِّي إباءَ الكَرِيم وصَبْرَ الحَليِم وتيهَ الغَنِي
وعَوَّدْتُهُنَّ نِزالَ الخُطوب فما يَنْثَنِينَ وما أَنثَنِي
إذا ما لَهَوْتُ بلَيلَ الشّباب أَهَبْنَ بعَزْمِي فَنَبَّهْنَنِي
فما زِلْتُ أَمْرَحُ في قِدِّهِنّ ويَمْرَحْنَ مِنِّي برَوْضٍ جَنِي
إلى أنْ تَوَلَّى زَمانُ الشَّباب وأَوْشَكَ عُودِيَ أنْ يَنْحَني
فيا نَفْسُ إنْ كنتِ لا تُوقِنِين بمَعْقُودِ أمْرِكِ فاسْتَيْقِني
فهذي الفَضيلة ُ سِجْنُ النُّفوس وأَنتِ الجَديَرة ُ أَنْ تُسْجَنِي
فلا تَسْأليني متى تَنْقَضي لَيالي الإسارِ ؟ ولا تَحْزَني

مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ

مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ

مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ ولا قِيلَ : أينَ الفَتَى الأَلْمَعي؟
ولا حَنَّ طرْس إلى كاتِبٍ ولا خَفَّ لَفْظٌ على مِسْمَعِ
سَكَتْنا فعَزَّ علينا السُّكوت وهانَ الكلامُ على المُدَّعِي
فيا دَوْلَة ً آذَنَتْ بالزوال رَجَعْنَا لعَهْدِ الهَوَى فارْجِعي
ولا تَحسِبِينا سَلَوْنا النَّسِيب وبين الضُّلُوعِ فؤادٌ يَعي

لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا

لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا

لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا بجَوْرِ سَدُومٍ وهوَ مِنْ أَظلَمِ البَشَرْ
فلمّا بَدَتْ في الكَوْنِ آياتُ ظُلْمِهمْ إذا بسَدُومٍ في حُكومَتِه عُمَر

ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ

ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ

ما لهذا النَّجْم في السَّحَرِ قد سَها مِنْ شِدّة ِ السَّهَرِ؟
خِلْتُه يا قَوْمُ يُؤْنِسُنِي إنْ جَفاني مُؤْنِسُ السَّحَرِ
يا لِقَوْمي إنّني رَجُلٌ أَفْنَت الأَيّامُ مُصْطَبَري
أَسْهَرَتْنِي الحادِثاتُ وقد نامَ حتّى هاتِفُ الشَّجَرِ
والدُّجَى يَخْطُو على مَهَلٍ خَطْوَ ذي عِزٍّ وذي خَفَرِ
فيه شَخْصُ اليَأسِ عانَقَنِي كحَبِيبٍ آبَ مِن سَفَرِ
وأَثارَتْ بي فَوادِحُه كامِناتِ الهَمِّ والكَدَرِ
وكأنّ اللَّيْلَ أَقْسَمَ لا يَنْقَضي أو يَنْقَضي عُمُري
أيُّها الزَّنْجيُّ ما لَكَ لَمْ تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ؟
لِي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلهُ صُورَة ٌ مِن أَبْدعِ الصُّورِ
أَتَلاشَى في مَحَبّتِه كتَلاشِي الظِّلِّ في القَمَرِ

رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ

رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ

رَمَيْتُ بها على هذا التَّبابِ وما أَوْرَدْتُها غيرَ السَّرابِ
وما حَمَّلْتُها إلاّ شَقاءً تُقاضِيني به يومَ الحِسابِ
جَنَيْتُ عليكِ يا نَفْسي وقَبْلي عليكِ جَنَى أبي فدَعي عِتابي
فلَولا أنّهم وأَدُوا بَياني بَلَغتُ بك المُنى وشَفَيْتُ ما بي
وما أَعْذَرْتُ حتى كان نَعْلي دَماً ووِسادَتي وَجْهَ التُّرَابِ
وحتى صَيَّرتْني الشمسُ عَبْداً صَبِيغاً بَعدَ ما دَبَغَتْ إهابي
وحتى قَلَّمَ الإِمْلاقُ ظُفْري وحتى حَطَّمَ المِقْدارُ نابي
مَتَى أنا بالِغٌ يا مِصْرُ أَرْضاً أَشُّم بتُرْبِها رِيحَ المَلابِ
رأيتُ ابنَ البُخارِ على رُباها يَمُرُّ كأنَّه شَرْخُ الشَّبابِ
كأنّ بجَوْفِه أحشاءَ صَبٍّ يُؤَجِّجُ نارَها شَوقُ الإيابِ
إذا ما لاحَ ساءَلْنا الدَّياجي أَبَرْقُ الأَرْضِ أمْ بَرْقُ السَّحابِ

كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه

كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه

كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه ومَرَّ بِي فيكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَنْساهُ
وَدَّعْتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقْتُ به مِنَ الشّباب وما وَدَّعْتُ ذِكْراهُ
أَهْفُو إليه على ما أَقْرَحَتْ كَبِدِي مِنَ التَّبارِيحِ أولاَهُ وأُخْراهُ
لَبِسْتُهِ ودُمُوعُ العَيْنِ طَيِّعَة ٌ والنفسُ جَيَّاشَة ٌ والقَلْبُ أَوّاهُ
فكان عَوْني على وَجْدٍ أُكابِدُه ومُرِّ عَيْشٍ على العِلاّتِ أَلْقاهُ
قد أَرْخَصَ الدَّمْعَ يَنْبُوعُ الغَناءِ به وا لَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ
كم رَوَّحَ الدمعُ عَنْ قَلْبي وكم غَسَلَتْ منه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ
لَم أَدْرِ ما يَدُه حتى تَرَشَّفَه فَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ
قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْ حُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ
فقُلْتُ يا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ
بُدِّلْتُ منه بقَيْدٍ لَسْتُ أفْلَتُه وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ
أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ

لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا

لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا

لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا إلاّ بَقِيّة ُ دَمْعٍ في مآقِينَا
كنّا قِلادَة َ جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ وفي يَمينِ العُلا كنّا رَياحِينا
كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا
وكان أَقْصَى مُنَى نَهْرِالمَجَرَّة لو مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا
والشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا
فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا
حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِينا

ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ

ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ

ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ وطَيِّكَ العُمْرَ بينَ الوَخدِ والخَبَبِ؟
نَراكَ تُطْلُبُ لا هَوْناً ولا كَثَباً ولا نَرَى لكَ مِنْ مالٍ ولا نَشَبِ
يا آلَ عُثمانَ ما هذا الجَفَاءُ لنا ونَحنُ في اللهِ إخوانٌ وفي الكُتُبِ
تركتُمُونَا لأقوامٍ تُخالِفُنَا في الدِّينِ والفَضْلِ والأخلاقِ والأَدَبِ

سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما

سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما

سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما وعُدْتُ وما أعقبتُ إلاَّ التَّنَدُّمَا
لَحَى اللهُ عَهْدَ القاسِطِين الذي به تَهَدَّمَ منْ بُنياننَا ما تهدَّمَا
إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى السَّعَادَة َ بينهمْ فلا تَكُ مِصْريّاً ولا تَكُ مُسْلِما
سَلامٌ على الدُّنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ رَأَى في ظَلامِ القَبْرِ أُنْساً ومَغنَما
أَضَرَّتْ به الأولَى فهامَ بأختها فإنْ ساءَت الأخرَى فوَيْلاهُ مِنْهُما
فهُبِّي رياحَ الموتِ نُكباً وأطفِئي سِراجَ حياتي قبلَ أنْ يتحطَّمَا
فما عَصَمتنِي منْ زمانِي فضائلِي ولكنْ رأيتُ الموتَ للحُرِّ أعْصَما
فيا قلبُ لاَ تجزعْ إذَا عَضَّكَ الأسَى فإنكَ بعدَ اليومِ لنْ تتألَّمَا
ويا عَينُ قد آنَ الجمُودُ لمَدْمَعي فلاَ سَيْلَ دمع تسكبيِن ولاَ دَمَا
ويا يَدُ ما كَلَّفْتُكِ البَسْطَ مَرَّة ً لذّي مِنَّة ٍ أولَى الجَميلَ وأنعمَا
فللهِ ما أحلاكِ في أنملِ البلَى وإنْ كُنتِ أحلَى في الطُّرُوسِ وأكْرَما
ويا قدمِي ما سِرْتِ بي لمَذلَّة ٍ ولمْ ترتقِي إلاَّ إلَى العِزِّ سُلَّمَا
فلاَ تُبطئِي سيراً إلَى الموتِ واعلمِي بأنَّ كريمَ القومِ من ماتَ مُكْرمَا
ويا نفسُ كمْ جَشَّمُتكِ الصبرَ والرضا وجشَّمتنِي أنْ أَلبَسَ المجدَ مُعلمَا
فما اسطعتِ أنْ تستمرئِي مُرَّ طعمَه وما اسطعتُ بين القومِ أنْ أتقدَّمَا
فهذَا فِراقٌ بيننَا فَتَجمَّلِي فإنَّ الرَّدَى أحلَى مذاقَا ومطعمَا
ويا صدركمْ حَلَّت بذاتكَ ضِيقة ٌ وكم جالَ في أَنْحائِكَ الهَمُّ وارتَمَى
فهَلا تَرَى في ضِيقَة ِ القَبْرِ فُسْحَة ً تُنَفِّسُ عنكَ الكَرْبَ إنْ بِتَّ مُبْرَما 
ويا قَبْرُ لا تَبْخَلْ بِرَدِّ تَحِيّة ٍ على صاحبٍ أَوْفَى علينا وسَلَّما
وهيهاتَ يأتِي الحيُّ للميتِ زائراً فإنِّي رأيتُ الوُدَّ في الحيِّ أسْقِما
ويأيُّهَا النَّجمُ الذي طالَ سُهدُه وقد أَخَذَتْ منه السُّرَى أين يَمَّما
لَعَلَّكَ لا تَنْسَى عُهودَ مُنادِمٍ تَعَلَّمَ منكَ السُّهدَ والأَينَ كُلَّمَا

خلقتَ لي نَفْساً فأرْصَدتَهَا

خلقتَ لي نَفْساً فأرْصَدتَهَا

خلقتَ لي نَفْساً فأرْصَدتَهَا للحُزْنِ والبَلْوَى وهذا الشَّقاءْ
فامنُنْ بنَفْسٍ لم يَشُبْها الأَسَى لَعلَّهَا تَعرِفُ طَعمَ الهناءْ

سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً

سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً

سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً وكمْ خَطَّتْ أنامِلُنَا ضَريحَا
وكمْ أَزْرَتْ بِنَا الأيامُ حتَّى فَدَتْ بالكبشِ إسحاقَ الذَّبيِحَا
وباعَتْ يُوسُفاً بَيْعَ المَوالي وأَلْقَتْ في يَدِ القَومِ المَسيحَا
ويانُوحاً جَنَيْتَ علَى البرايَا ولمْ تمنحهُمُ الوُدَّ الصَّحيحَا
عَلاَمَ حملتهُمْ في الفُلْكِ هَلاَّ تَرَكْتَهُمُ فكُنْتَ لَهُمْ مُرِيحَا
أصابَ رِفاقِيَ القِدحَ المُعَلَّى وصادَفَ سَهْمِيَ القِدْحَ المَنِيحا
فلوْ ساقَ القضاءُ إليَّ نَفْعاً لقامَ أَخُوهُ مُعترضاً شَحيحا

جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً

جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً

جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً بباب أستاذِنا الشِّيمي ولا عَجَبا
فعادَ لي وهو مَمْلُوءٌ فقلتُ له: مِمَّا؟ فقالَ مِنَ الحَسْراتِ واحَرَبَا

أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا

أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا

أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا طَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ
وأظلُ بين صواحبِي لعِقابِها أَتَوَقَّعُ
لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولا طُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ
وأَخافُ والِدَتي إذا جَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ
وأبيتُ أرتقِبُ الجزَا ءَ وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ
ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـ تمعُ الكَلامَ وأخضعُ
ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ أثْـ وابِي فلاَ تتقطَّعُ
وحَفِظْتُ أوراقي بمَحْـ فَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ
فأعيشُ آمِنَة ً وأَمـْ رَعُ في الهناءِ وأرتعُ

أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ

أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ

أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ وبألفِ ألفٍ تُزْرَقُ الأمواتُ
منْ لي بحظِّ النائمين بِحُفرة ٍ قامَتْ على أَحْجارِها الصَّلواتُ
يَسعَى الأنامُ لها ، ويَجري حَولَها بَحْرُ النُّذُورِ وتُقرَأ الآياتُ
ويقالُ:هذَا القُطْبُ بابُ المُصطَفَى ووَسِيلَة ٌ تُقضَى بهَا الحاجاتُ

أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ

أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ

أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ شُ ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا
عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما
وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كاليا قُوتِ حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما
يَقْطَع اليومَ طاوِياً وَلَدَيْه دُونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامَى
ويخالُ الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍّ صاحَ : مَن لي بأنْ أُصِيبَ الإداما 
أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْ ضَ وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا
أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْ رُ وأحْيا بمَوتِها الآثاما
ليس في طَوقِها الرَّحيلُ ولا الجِـ ـدُّ ولا أن تُواصلَ الإقْداما
تُؤثِرُ الموتَ في رُبَا النِّيلِ جُوعاً وتَرَى العارَ أنْ تَعافَ المُقاما
ورِجالُ الشَّآمِ في كُرَة ِ الأرْ ضِ يُبارُونَ في المسيرِ الغَماما
رَكِبُوا البَحْرَ ، جَاوَزُوا القُطْبَ ، فاتُوا ويَظُنُّ اللُّحُومَ صَيْداً حَراما
يَمْتطُون الخُطُوبَ في طَلَبِ العَيـ شِ ويبرونَ للنضالِ السهامَا
وبَنُو مِصْرَ في حِمَى النِّيلِ صَرْعَى يَرْقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما
أيهَا النِّيلُ كيفَ نُمسِي عِطاشاً في بلادٍ روِّيتَ فيهَا الأوامَا
إنَّ لِينَ الطِّباعِ أورثنَا الذُّ لَّ وأغرَى بِنا الجُناة َ الطَّغاما
إنَّ طِيبَ المُناخِ جرَّعلينَا في سَبيلِ الحَياة ِ ذاكَ الزِّحاما
أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما
وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا
أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْـ رِ وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَا
فأعيدُوا لنَا المُكُوسَ فإنَّا قد رأَيْنا المُكُوسَ أرْخَى زِماما
ضاقَ في مصرَ قِسْمُنَا فاعذرُونَا إنْ حَسَدْنَا علَى الجَلاَءِ الشَّآمَا
قد شَقِينا - ونحنُ كرَّمنا اللّـ هُ بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا

قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي

قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي


قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي ما بينَ ذُلٍ واغترابْ
لَم يُغنِ عَنّي بَينَ مَشْـ رِقِهَا ومغْرِبِهَا اضطرابْ
صَفِرَتْ يَدِي فحَوَى لها رأسِي وجَوفِي والوِطابْ
وأنا ابنُ عَشْرٍ ليس في طَوقِي مُكافحة ُ الصِّعابْ
لمْ يبقَ منْ أهلِي سِوَى ذِكْرٍ تَناساهُ الصِّحابْ
أَمْشي يُرَنِّحُني الأَسَى والبؤسُ ترنيحَ الشَّرابْ
فلَكَمْ ظَلِلْتُ على طَوَى يومِي وبِتُّ علّى تبابْ
والجُوعُ فَرَّاسٌ له ظُفْرٌ يَصُولُ به ونَابْ
فكأنّه في مُهجتَي نَصْلٌ تغلغلَ للنِّصابْ

أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا

أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا

أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا واسبِق الفَجْرَ إلى رَوْضِ الزَّهَرْ
حَيِّهِ وانثرْ على أكمامِه منْ نطافِ الماءِ أشباهَ الدُّرَرْ
أَيُّها الزَّهْرُ أَفِقْ مِنْ سِنَة ٍ واصطَبِحْ مِنْ خَمْرَة ٍ لَم تُعْتَصرْ
منْ رحيقٍ أمُّه غادية ٌ ساقَهَا تحتَ الدُّجَى روحُ السَّحَرْ
وانفحِ الرَّوضَ بنشرٍ طيِّبٍ عَلَّه يُوقِظُ سُكّانَ الشَّجَرْ
إنَّ بِي شوقاً إلَى ذِي غُنَّة ٍ يُؤْنِسُ النَّفْسَ وقدْ نامَ السَّمَرْ
إيهِ يا طَيْرُ ألاَ مِنْ مُسْعِدٍ  إنّني قد شَفَّني طُولُ السَّهَرْ
قُمْ وصَفِّقْ واستَحِرْ واسجَعْ ونُحْ واروِ عنْ إسحاقَ مأثورَ الخبرْ
ظَهَرَ الفَجْرُ وقد عَوَّدْتَني أنْ تُغَنِّينِي إذَا الفَجْرُ ظَهَرْ
غَنِّني كَمْ لكَ عِندي مِنْ يَدٍ سَرَّتِ الأَشْجانَ عَنِّي والفِكَرْ
اخْرِق السَّمْعَ سِوَى مِنْ نَبَأٍ خَرَقَ السَّمعَ فأدمَى فوَقَرْ
كُلَّ يَوْمٍ نَبْأَة ٌ تَطْرُقُنا بعجيبٍ منْ أعاجيبِ العِبَرْ
أممٌ تفنَى وأركانٌ تهِي وعُرُوشٌ تتهاوَى وسُرُرْ
وجُيُوشٌ بجيوشٍ تلتقِي كسُيُولٍ دَفَقَتْ في مُنْحَدَرْ
ورجالٌ تتبارَى للرَّدَى لا تُبالي غابَ عنها أمْ حَضَرْ
منْ رآهَا في وغَاهَا خالهَا صِبْيَة ً خَفَّتْ إلَى لِعبِ الأُكَرْ
وحُرُوبٌ طاحِناتٌ كلَّما أُطْفئتْ شَبَّ لَظاها واسْتَعَرْ
ضَجَّتِ الأَفْلاكُ مِنْ أَهْوالِها واستعاذَ الشمسُ منهَا والقَمَرْ
في الثَّرَى في الجَوِّ في شُمِّ الذُّرَا في عُبابِ البَحْرِ ، في مَجْرَى النَّهَرْ
أسرفتْ في الخلقِ حتَّى أوشكوُا أنْ يبيدُوا قبلَ ميعادِ البَشَرْ
فاصْمِدوا ثمَّ احمدُوا اللَّه عَلَى نِعْمَة الأَمْن وطِيبِ المُسْتَقَرّ
نعمة الأمنِ وما أدراكَ ما نِعمة الأمن إذَا الخطبُ اكفهرْ
واشْكُروا سُلْطانَ مِصْرٍ واشكُرُوا صاحبَ الدّولة محمودَ الأَثَرْ
نحن في عَيْشٍ تَمَنَّى دُونَه أممٌ في الغربِ أشقاهَا القدَرْ
تَتَمَنَّى هَجْعَة ً في غِبْطَة ٍ لمْ تُساوِرْهَا اللَّيالِي بالكَدَرْ
إنّ في الأَزْهَرِ قوماً نالَهُمْ مِنْ لَظَى نِيرانِها بَعْض الشَّرَرْ
أَصْبَحُوا - لا قَدَّرَ اللهُ لنا- في عناءٍ وشقاءٍ وضجرْ
نُزلاءٌ بيننَا إنْ يُرْهَقُوا أوْ يُضامُوا إنّهَا إحدَى الكُبَرْ
فأعينُوهُمْ فهُمْ إخْوانُكُمْ مُسَّهُمْ ضُرٌّ ونابَتْهُمْ غيَرْ
أَقْرِضُوا اللهَ يُضاعِفْ أَجْرَكُمْ إنّ خَيْرَ الأَجْرِ أَجْرٌ مُدَّخَرْ

أَجادَ مَطْرانُ كعاداته

أَجادَ مَطْرانُ كعاداته

أَجادَ مَطْرانُ كعاداته وهكذا يُؤْثَرُ عَنْ قُسِّ
فإنْ أَقِفْ مِنْ بَعْدِه مُنْشِداً فإنّما مِنْ طِرْسِه طِرْسي
رَثَى حَبِيباً وَرَثَى بَعْدَه لذلِكَ المُوفي على الرَّمْسِ
كانَا إذا ما ظَهَرا مِنْبَراً حَلاَّ مِنَ السّامِعِ في النَّفْسِ
فأَصْبَحَا هذا طَواهُ الرَّدَى وذاكَ نَهْبٌ في يَدِ البُؤْسِ
لولا سَلِيمٌ لَم يَقُلْ قائِلٌ ولَمْ يَجُدْ مَنْ جادَ بالأمْسِ
للهِ ما أَشْجَعَه إنّـه ذُو مِرَّة ٍ فِينَا وذُو بَأْسِ
يَقُومُ في مَشْرُوعِهِ نافِذاً كأنّهعَنْتَرَة ُ العَبْسِي
تَلْقاهُ في الجِدِّ كما تَبْتَغِي وتارَة ً تَلْقاهُ في الهَلْسِ
سَرْكِيسُ إنْ راقَكَ ما قُلْتُه في مَعْرِضِ الهَزْلِ فَقُلْ مِرْسِيٌ
أقْسِمُ باللَّـهِ وآلائِـه بعَرْشِه باللَّوْحِ بالكُرْسِي
بالخُنَّسِ الكُنَّسِ في سَبْحِها بالبَدْرِ في مَرْآهُ بالشَّمْسِ
بأنّ هذا عَمَلٌ صالحٌ قامُ به هَذا الفَتَى القُدْسِي
ذَكَّرَنا والمَرْءُ مِنْ نَفْسِه وعَيْشِه في شاغِلٍ يُنْسِي
بالواجِبِ الأَقْدَسِ في حَقِّ مَنْ باعَتْه مِصْرٌ بَيْعَة َ الوَكْسِ
هذاأبُوا العَدْلِفمَنْ خالَه حَياً فما خَالَ سِوَى العَكْسِ
كانت له في حَلْقِه ثَرْوَة ٌ مِنْ نَبْرَة ٍ تُشْجي ومِنْ جَرْسِ
فغالَها الدَّهْرُ كما غَالَه حتّى غَدَا كالطَّلَلِ الدَّرْسِ
فاكتَسِبُوا الأَجْرَ ولا تَبْتَغُوا شِراءَه بالثَمَنِ البَخْسِ
إنِّي أَرى التَّمْثِيلَ في غَمْرَة ٍ غامِرَة ٍ تَدْعُو إلى اليَأُسِ
لَم يَرْمِه في شَرْخِه ما رَمى لو كان مَبْنِياً على أُسٍّ
أَكُلَّما خَفَّتْ به صَحْوَة ٌ مِنْ دائِه عُوجِلَ بالنَّكْسِ
إنْ تُغْفِلُوا دارِسَ آثارِه عَفَّى عَليْها الدُّهْرُ بالطَّمْسِ
أَعْجَزَها النُّطْقُ فجاءَتْ بِنا نَنُوبُ عنْ أَلْسُنِها الخُرْسِ

حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا

حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا

حَيّاكُمُ اللهُ أَحْيُوا العِلْمَ والأَدَبا إنْ تَنْشُرُوا العِلْمَ يَنْشُرْ فيكُم العَرَبا
ولا حَياة لكمْ إلاّ بجامِعَة ٍ تكونُ أمَّا لطُلاّبِ العُلاَ وأَبَا
تَبْنِي الرِّجالَ وتَبنِي كلَّ شاهِقَة ٍ مِنَ المَعاِلي وتَبْنِي العِزَّ والغَلَبا
ضَعُوا القُلُوبَ أَساساً لا أقولُ لكمْ ضَعُوا النُّضارَ فإنِّي أَصْغِرُ الذَّهَبا
وابْنُوا بأَكْبَادِكُمْ سُوراً لها وَدَعُوا قيلَ العَدُوِّ فإنِّي أَعْرِفُ السَّببَا
لا تَقْنَطُوا إنْ قَرَأتُمْ ما يُزَوِّقُه ذاكَ العَمِيدُ ويَرْمِيكُمْ به غَضَبا
وراقِبُوا يومَ لا تُغني حَصائِدُه فكلُّ حَيٍّ سيُجْزَى بالّذي اكتَسَبا
بَنَى على الإفْكِ أَبْرَاجاً مُشَيَّدَة ً فابْنُوا على الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُّهُبا
وجاوِبُوه بفِعْلٍ لا يُقَوِّضُه قُوْلُ المُفَنِّدِ أنَّى قال أو خَطَبا
لا تَهْجَعُوا إنّهمْ لَنْ يَهْجَعُوا أَبداً وطالِبُوهُمْ ولكنْ أجمِلُوا الطَّلَبا
هَل جاءَكُم نَبَأُ القَومِ الأُلى دَرَجوا وَخَلَّفوا لِلوَرى مِن ذِكرِهِم عَجَبا
عَزَّت بِقُرطاجَةَ الأَمراسُ فَاِرتُهِنَت فيها السَفينُ وَأَمسى حَبلُها اِضطِرَبا
وَالحَربُ في لَهَبٍ وَالقَومُ في حَرَبٍ قَد مَدَّ نَقعُ المَنايا فَوقَهُم طُنُبا
وَدّوا بِها وَجَواريهِم مُعَطَّلَةٌ لَو أَنَّ أَهدابَهُم كانَت لَها سَبَبا
هُنالِكَ الغيدُ جادَت بِالَّذي بَخِلَت بِهِ دَلالاً فَقامَت بِالَّذي وَجَبا
جَزَّت غَدائِرَ شِعرٍ سَرَّحَت سُفُناً وَاِستَنقَذَت وَطَناً وَاِستَرجَعَت نَشَبا
رَأَت حُلاها عَلى الأَوطانِ فَاِبتَهَجَت وَلَم تَحَسَّر عَلى الحَليِ الَّذي ذَهَبا
وَزادَها ذاكَ حُسناً وَهيَ عاطِلَةٌ تُزهى عَلى مَن مَشى لِلحَربِ أَو رَكِبا
وَبَرثَرانِ الَّذي حاكَ الإِباءُ لَهُ ثَوباً مِنَ الفَخرِ أَبلى الدَهرَ وَالحِقَبا
أَقامَ في الأَسرِ حيناً ثُمَّ قيلَ لَهُ أَلَم يَئِن أَن تُفَدّي المَجدَ وَالحَسَبا
قُل وَاِحتَكُم أَنتَ مُختارٌ فَقالَ لَهُم إِنّا رِجالٌ نُهينُ المالَ وَالنَشَبا
خُذوا القَناطيرَ مِن تِبرٍ مُقَنطَرَةً يَخورُ خازِنُكُم في عَدِّها تَعَبا
قالوا حَكَمتَ بِما لا تَستَطيعُ لَهُ حَملاً نَكادُ نَرى ما قُلتَهُ لَعِبا
فَقالَ وَاللَهِ ما في الحَيِّ غازِلَةٌ مِنَ الحِسانِ تَرى في فِديَتي نَصَبا
لَو أَنَّهُم كَلَّفوها بَيعَ مِغزَلِها لَآثَرَتني وَصَحَّت قوتَها رَغَبا
هَذا هُوَ الأَثَرُ الباقي فَلا تَقِفوا عِندَ الكَلامِ إِذا حاوَلتُمُ أَرَبا
وَدونَكُم مَثَلاً أَوشَكتُ أَضرِبُهُ فيكُم وَفي مِصرَ إِن صِدقاً وَإِن كَذِبا
سَمِعتُ أَنَّ اِمرِأً قَد كانَ يَألَفُهُ كَلبٌ فَعاشا عَلى الإِخلاصِ وَاِصطَحَبا
فَمَرَّ يَوماً بِهِ وَالجوعُ يَنهَبُهُ نَهباً فَلَم يُبقِ إِلّا الجِلدَ وَالعَصَبا
فَظَلَّ يَبكي عَلَيهِ حينَ أَبصَرَهُ يَزولُ ضَعفاً وَيَقضي نَحبَهُ سَغَبا
يَبكي عَلَيهِ وَفي يُمناهُ أَرغِفَةٌ لَو شامَها جائِعٌ مِن فَرسَخٍ وَثَبا
فَقالَ قَومٌ وَقَد رَقّوا لِذي أَلَمٍ يَبكي وَذي أَلَمٍ يَستَقبِلُ العَطَبا
ما خَطبُ ذا الكَلبِ قالَ الجوعُ يَخطِفُهُ مِنّي وَيُنشِبُ فيهِ النابَ مُغتَصِبا
قالوا وَقَد أَبصَروا الرُغفانَ زاهِيَةً هَذا الدَواءُ فَهَل عالَجتَهُ فَأَبى
أَجابَهُم وَدَواعي الشُحِّ قَد ضَرَبَت بَينَ الصَديقَينِ مِن فَرطِ القِلى حُجُبا
لِذَلِكَ الحَدِّ لَم تَبلُغ مَوَدَّتُنا أَما كَفى أَن يَراني اليَومَ مُنتَحِبا
هَذي دُموعي عَلى الخَدَّينِ جارِيَةٍ حُزناً وَهَذا فُؤادي يَرتَعي لَهَبا
أَقسَمتُ بِاللَهِ إِن كانَت مَوَدَّتُنا كَصاحِبِ الكَلبِ ساءَ الأَمرُ مُنقَلَبا
أُعيذُكُم أَن تَكونوا مِثلَهُ فَنَرى مِنكُم بُكاءً وَلا نُلفي لَكُم دَأَبا
إِن تُقرِضوا اللَهَ في أَوطانِكُم فَلَكُم أَجرُ المُجاهِدِ طوبى لِلَّذي اِكتَتَبا

لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ

لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ

لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ هُنا العُلا وهُناكَ المجدُ والحَسَبُ
رُكْنانِ للشَّرْقِ لا زالَتْ رُبُوعُهُما قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ
خِدْرانِ للضّادِ لَم تُهْتَكْ سُتُورُهُما ولا تَحَوَّلَ عن مَغْناهُما الأدَبُ
أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ
أَيَرْغَبانِ عن الحُسْنَى وبَيْنَهُما في رائِعاتِ المَعالي ذلك النَّسَبُ
ولا يَمُتّانِ بالقُربى وبينَهُما تلكَ القَرابة ُ لَمْ يُقْطَعْ لها سَبَبُ؟
إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة ٌ باتَتْ لها راسِياتُ الشّأمِ تَضطَرِبُ
وإنْ دَعَا في ثَرَي الأَهْرامِ ذُو أَلَمٍ أَجابَهُ في ذُرَا لُبْنانَ مُنْتَحِبُ
لو أَخْلَصَ الِّنيلُ والأرْدُنُّ وُدَّهما تَصافَحَتْ منهما الأمْواهُ والعُشُبُ
بالوادِيَيْنِ تَمَشَّى الفَخرُ مِشيَتَه يَحُفُّ ناحيَتَيْه الجُودُ والدَّأَبُ
فسالَ هذا سَخاءً دونَه دِيَمٌ وسالَ هذا مَضاءً دونَه القُضُبُ
نسيمَ لُبنانَ كم جادَتْكَ عاطِرَة ٌ من الرِّياضِ وكم حَيّاكَ مُنْسَكِبُ
في الشَّرقِ والغَربِ أنفاسٌ مُسَعَّرَة ٌ تَهْفُو إليكَ وأكبادٌ بها لَهَبُ
لولا طِلابُ العُلا لم يَبتَغُوا بَدَلاً من طِيبِ رَيّاكَ لكنّ العُلا تَعَبُ
كم غادَة ٍ برُبُوعِ الشّأمِ باكيَة ٍ على أَليِفٍ لها يَرْمِي به الطَّلَبُ
يَمْضِي ولا حِيلَة ٌ إلاّ عَزِيمَتُه ويَنثَني وحُلاهُ المَجدُ والذَّهَبُ
يَكُرُّ صَرفُ اللَّيالي عنه مُنقَلِباً وعَزْمُه ليسَ يَدْرِي كيفَ يَنْقَلِبُ
بِأَرْضِكُولُمْبَأَبْطالٌ غَطارِفَة ٌ أسْدٌ جِياعٌ إذا ما وُوثِبُوا وَثَبُوا
لَم يَحْمِهمْ عَلَمٌ فيها ولا عُدَدٌ سوى مَضاءٍ تَحامَى وِرْدَهُ النُّوَب
أسطُولُهُمْ أمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ وجَيْشُهُمْ عَمَلٌ في البَرِّ مُغْتَرِبُ
لهم بكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ وفي ذُرَا كُلِّ طَوْدٍ مَسْلَكٌ عَجَبُ
لَمْ ثَبْدُ بارِقَة ٌ في أفْقِ مُنْتَجَعٍ إلاّ وكان لها بالشامِ مُرتَقِبُ
ما عابَهُم انّهُم في الأرضِ قد نُثِرُوا فالشُّهبُ مَنثُورَة ٌ مُذ كانت الشُّهُبُ
ولَمْ يَضِرْهُمْ سُرَاءَ في مَناكِبِها فكلّ حَيِّ له في الكَوْنِ مُضْطَرَبُ
رَادُوا المَناهِلَ في الدُّنْيا ولو وَجَدُوا إلى المَجَرَّة ِ رَكباً صاعِداً رَكِبُوا
أو قيلَ في الشمسِ للرّاجِينَ مُنْتَجَعَ مَدُّوا لها سَبَباً في الجَوِّ وانتَدَبُوا
سَعَوا إلى الكَسْبِ مَحْمُوداً وما فَتِئَتْ أمُّ اللُّغاتِ بذاكَ السَّعْي تَكْتَسِبُ
فأينَ كان الشَّآمِيُّونَ كان لها عَيْشٌ جَدِيدٌ وفَضْلٌ ليسَ يَحْتَجِبُ
هذي يَدي عن بني مِصرٍ تُصافِحُكُم فصافِحُوها تُصافِحْ نَفسَها العَرَبُ
فما الكِنانَة ُ إلاّ الشامُ عاجَ على رُبُوعِها مِنْ بَنِيها سادَة ٌ نُجُبُ
لولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم مِنّا ومِنْهُمْ لَمَا لمُنْا ولا عَتَبُوا
إِنْ يَكْتُبوا لِيَ ذَنْباً في مَوَدَّتِهمْ فإنّما الفَخْرُ في الذَّنْبِ الذي كَتَبُوا

حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي

حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي

حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي وعِفتُ البَيانَ فلا تَعتُبي
فما أنتِ يا مصرُ دارَ الأديبِ ولا أنتِ بالبَلَدِ الطَّيِّبِ
وكمْ فيكِ يَا مصرُ مِنْ كاتبٍ أقالَ اليَراعَ ولم يَكتُبِ
فلا تُعذُليني لهذا السكوت فقد ضاقَ بي منكِ ما ضاقَ بي
أيُعجِبُني منكِ يومَ الوِفاق سُكوتُ الجَمادِ ولِعْبُ الصَّبي 
وكم غَضب الناسُ من قبلِنا لسَلبِ الحُقوقِ ولمْ نغضَبِ
أنابتَةَ العصرِ إنّ الغريبَ مُجِدٌّ بمصرَ فلا تلعبي
يقولون: في النَّشْءِ خيرٌ لنا ولَلنَّشْءُ شرٌّ من الأجنبي
أفي (الأزبكيّة)(1) مثوى البنينِ وبين المساجد مثوى الأب؟
(وكم ذا بمصرَ من المضحكاتِ) كما قال فيها (أبو الطيِّب)
أمورٌ تمرُّ وعيشٌ يُمِرُّ ونحن من اللَّهو في ملعب
وشعب يفرُّ من الصالحاتِ فرارَ السَّليم من الأجرب
وصُحْف تطنُّ طنينَ الذُّبابِ وأخرى تشنُّ على الأقرب
وهذا يلوذ بقصر الأميرِ ويدعو إلى ظِلِّه الأرحب
وهذا يلوذ بقصر السَّفيرِ ويُطنِب في وِرده الأعذب
وهذا يصيحُ مع الصائحينَ على غير قصدٍ ولا مأرب
وقالوا: دخيلٌ عليه العفاء ونعم الدَّخيلُ على مذهبي!
رآنا نياماً ولما نُفِقْ فشمَّرَ للسَّعي والمكسب
وماذا عليه إذا فاتنا ونحن على العيش لم ندأب؟
ألفنا الخمولَ ويا ليتنا ألفنا الخمولَ! ولم نكذب!
****
وقالوا: (المؤيَّدُ) في غمرةٍ رماه بها الطَّمعُ الأشعبي
دعاه الغرامُ بسنّ الكهولِ فجُنَّ جُنوناً ببنت النَّبي(1)
ونادى رجالٌ بإسقاطهِ وقالوا: تَلَوَّنَ في المَشْرَب
وعَدُّوا عليه من السَّيِّئاتِ أُلوفاً تَدُورُ مع الأحقُب
وقالوا لصيقٌ ببيتِ الرَّسولِ أغارَ على النَّسَبِ الأنجب
وزكَّى (أبو خَطوةٍ)(2) قولَهم بحكمٍ أحَدَّ من المضرب
فما للتهاني على دارِهِ تَسَاقطُ كالمطر الصَّيِّبِ
وما للوُفُود على بابهِ تزفُّ البشائرَ في موكب؟
وما للخليفة أسدى إليهِ وساماً يليقُ بصدر الأبي؟
فيا أمّةً ضاقَ عن وصفها جَنانُ المفوَّهِ والأَخْطَبِ
تضيعُ الحقيقةُ ما بيننا ويَصلى البريءُ مع المذنب
ويُهضَمُ فينا الإمام الحكيمُ ويُكْرَم فينا الجهولُ الغَبِي
على الشَّرق منِّي سلامُ الودود وإنْ طأطأ الشَّرقُ للمغرب(1)
لقد كان خِصباً بجدب الزّمانِ فأجدبَ في الزَّمن المُخْصِب !

رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي

رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي

رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ

أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ

أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ


أَلْبَسُوكِ الدِّماءَ فَوْقَ الدِّماءِ وأرَوْكِ العِداءَ بعد العِداءِ
فلَبِسْتِ النَّجِيعَ منْ عهدِ قابيـ ـلَ وشاهَدتِ مَصرَعَ الأبرياءِ
فلكِ العُذرُ إن قَسَوتِ وإن خُنْـ ـتِ وإن كنتِ مَصدراً للشَّقاءِ
غَلِطَ العُذْرُ،ما طَغَى جَبَلُ النَّا رِ بإرْسالِ نَفْثَة ٍ في الهَواءِ
أحرَجُوا صَدرَ أُمِّهِ فأراهُمْ بعضَ ما أَضْمرَتْ مِنَ الْبُرَحاءِ
اسْخَطُوهَا فصابَرَتْهُمْ زَماناً ثمّ أنحَتْ عليهمُ بالجَزاءِ
أيّها الناسُ إنْ يكُنْ ذاكَ سُخْطُ الـ أرْضِ ماذا يكونُ سُخْطُ السَّماءِ؟
إنّ في عُلْوِ مَسْرحاً للمقادِيـ ـرِ وفي الأرضِ مَكْمَناً للقَضاءِ
فاتّقوا الأَرْضَ والسَّماءَ سَواءً واتّقوا النارَ في الثَّرى والفَضاءِ

سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا

سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا

سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا كيف باتَتْ نِساؤُهُمْ والعَذارَى
كيف أَمْسَى رَضِيعُهُمْ فَقَدَ الأ مَّ وكيف اصْطَلَى مع القَوْمِ نارَا
كيف طاحَ العَجُوزُ تحتَ جِدارٍ يَتَداعى وأسْقُفٍ تَتَجارَى
رَبِّ إنّ القَضاءَ أَنْحَى عليهم فاكشف الكَربَ واحجُبِ الأَقْدارَا
ومُرِ الَّنارَ أنْ تَكُفَّ أَذاها ومُرِ الغَيْثَ أَنْ يَسِيلَ انْهِمارا
أينَ طُوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروي هذِه النّارَ؟فهي تَشْكُو الأوَارا
أَشْعَلَتْ فَحْمَة َ الدَّياجِي فباتَتْ تَملأ الأرضَ والسَّماءَ شَرارا
غَشِيَتْهُمْ والنَّحْسُ يَجْرِي يَميناً ورَمَتهُم والبُؤْسُ يَجري يَسارا
فأَغارَتْ وأوْجُهُ القَومِ بِيضٌ ثمّ غَارَتْ وقد كَسَتْهُنَّ قارا
أَكَلَتْ دُورَهُمْ فلّما استَقَلَّتْ لم تُغادِرْ صِغارَهُم والكِبارا
أخرَجَتهُم من الدِّيارِ عُراة ً حَذَرَ الموتِ يطلبونَ الفِرارا
يَلْبَسُونَ الظَّلامَ حتَّى إذا ما أقبلَ الصُّبحُ يَلبَسون النَّهارا
حُلَّة لا تَقيهِمُ البَردَ والحَـ ـرَّ ولا عنهُمُ ترُدُّ الغُبارا
أيها الرَّافِلون في حُلَلِ الوَشْـ ـي يجُرُّونَ للذُّيولِ افْتِخارا
إنّ فوقَ العَراءِ قوماً جِياعاً يَتوارَونَ ذِلَّة ً وانكِسارا
ايُّهذا السَّجينُ لا يمْنَع السِّجْـ ـنُ كريماً مِن أنْ يُقيلَ العِثارا
مُرْ بِأَلْفٍ لهم وإنْ شِئْتَ زِدْها وأجِرْهُم كما أجَرَتَ النَّصارى
قد شَهِدْنا بالأمسِ في مِصرَ عُرساً مَلأَ العَينَ والفُؤادَ ابْتِهارا
سالَ فيه النُّضارُ حتى حَسِبنا أنّ ذاك الفِناءَ يجري نُضارا
باتَ فيه المُنَعَّمونَ بليلٍ أَخْجَلَ الصُّبْحَ حُسْنُه فَتَوارَى
يَكْتَسُون السَرورَ طَوْراً وطَوْراً في يَد الكَأسِ يَخْلَعُون الوَقارا
وسَمِعْنا في ميت غَمْرٍ صِياحاً مَلأ البَرَّ ضَجّة ً والبِحارا
جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظ فهذا يَتَغَنَّى وذاكَ يَبكي الدِّيارا
رُبَّ لَيْلٍ في الدَّهْرِ قَدْ ضَمَّ نَحْساً وسُعوداً وعُسْرَة ً ويَسارا